والاُسلوب الثّاني: (وإذا مرّوا بهم يتغامزون) فحينما يمرّ المشركون على مجموعة من المؤمنين يغمزون بأعينهم ويشيرون إليهم بالقول:
اُنظروا إلى هؤلاء الفقراء المعدمين... إنّهم أصبحوا مقرّبين عند اللّه!
اُنظروا إلى هؤلاء الحفاة العراة... إنّهم يدّعون نزول الوحي الإلهي لهم!
انظروا إليهم... فإنّهم يعتقدون بأنّ العظام البالية ستعود إلى الحياة مرّة اُخرى!! وما شابه ذلك، من الكلمات الرخيصة والموهنة...
ويبدو أنّ ممارسة الضحك من قبل المشركين يكون حينما يمرّ المؤمنون من أمامهم وهم متجمعون، في حين يمارسون الاُسلوب الثّاني وهو الإشارات الساخرة والغمز واللمز حين مرورهم هم أمام جمع من المؤمنين، لعدم تمكنهم من الضحك العلني أمام جمع المؤمنين. (3)
"يتغامزون": من (الغمز)، وهو الإشارة بالجفن أو اليد طلباً إلى ما فيه معاب، وعبّرت الآية بهذا اللفظ "التغامز" للإشارة إلى اشتراكهم جميعاً في ذلك الفعل.
(وإذا مروا) أي الكفار (بهم يتغامزون) بالأعين والحواجب استهانة.