وتبقى أساليب الذين يعادون الحقّ محدودة في إطار الحياة الدنيا، ولكن إذا كان يوم القيامة، فستختلف الحال تماماً: (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون).
فيوم القيامة، يوم مجازات الأعمال وإجراء العدالة الإلهية، والعدالة تقتضي بأن يستهزأ المؤمنون بالكافرين المعاندين للحقّ، والإستهزاء في ذلك اليوم أحد ألوان عذاب الآخرة الأليم الذي ينتظر اُولئك المغرورون والمستكبرون.
وروي عن رسول اللّه (ص) أنّه قال: "المستهزئين بالنّاس في الدنيا يرفع لأحدهم يوم القيامة باب من أبواب الجنّة، فيقال له: هلم، فيجيء بكربه وغمّه، فإذا أتاه أغلق دونه، ثمّ يفتح له باب آخر، فيقال: هلم هلم، فيجيء بكربه وغمّه، فإذا أتاه أغلق دونه، فما يزال كذلك حتى أنّه ليفتح له الباب فيقال: هلم هلم، فلا يأتيه من أياسه" (4)... (وهنا يضحك المؤمنون الذين يطلعون عليه وعلى بقية الكفار من جنتهم).
(فاليوم) أي يوم القيامة (الذين ءامنوا من الكفار يضحكون) حتى يرون حالهم في النار.