وتبيّن الآية التالية علّة تلك العاقبة المخزية: (إنّة كان في أهله مسروراً).
سروراً ممتزجاً بالغرور، وغروراً احتوشته الغفلة والجهل بربّ الأرباب سبحانه وتعالى، فالسرور المقصود في الآية، هو ذلك السرور المرتبط بشدّة بالدنيا والمنسي لذكر الآخرة.
وبديهي فالسرور والإرتياح ليس مذموم بذاته، ولكنّ السرور المذموم هو الذي يغفل فيه الإنسان عن ذكر مولاه عزّوجلّ، ويغرق به في بحر شهواته الموصل إلى التيه والضلالة والجهل.
أمّا سرور المؤمن بلطف اللّه ونعمائه، وبشاشته عند مصاحبة إخوانه، فما احلاها وأزكاها.
﴿إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ﴾ في الدنيا ﴿مَسْرُورًا﴾ ناعما بشهواته فلا يهمه أمر الآخرة.