التّفسير:
ممَّ خُلق الإنسان؟!
تبتدأ السّورة - كمثيلاتها من سور الجزء الأخير من القرآن الكريم - بعدّة أقسام بليغة تبعث على التأمل، وهي مقدمة لبيان أمر مهم. (والسماء والطارق)... (وما أدراك ما الطارق)... (النجم الثاقب).
"الطارق": من (الطرق) - على زنة برق - وهو الضرب، ولهذا قيل (الطريق) لما تطرقه أرض المشاة، و (المطرقة) هي الآلة التي يطرق بها الحديد وغيره.
ويقال للقادم ليلاً (الطارق)، لإنّ البيوت عادةً ما تغلق أبوابها ليلاً، فكلُّ قادم يلزمه والحال هذه طرق الباب.
وعندما جاء المنافق (الأشعث بن قيس) لزيارة أمير المؤمنين (ع) ليلاً، جلب معه الحلوى، ظناً منه أنّ هذه الحلوى ستجعل من أمير المؤمنين (ع) ظهيراً له في قضية معينة.
فذكر الأمير (ع) هذه الواقعة متعجباً وذاماً: "وأعجب من ذلك طرقنا بملفوفة في وعائها". (1)
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ﴾.