التّفسير
المحاكمة بين المعبودين وعبدتهم الضالين:
كان الكلام في الآيات السابقة حول مصير كل من المؤمنين والمشركين في القيامة وجزاء هذين الفريقين، وتواصل هذه الآيات نفس هذا الموضوع بشكل آخر، فتبيّن السؤال الذي يسأل الله عنه معبودي المشركين في القيامة وجوابهم، على سبيل التحذير، فيقول تعالى أولا: واذكر يوم يحشر الله هؤلاء المشركين وما يعبدون من دون الله: (و يوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله).
فيسأل المعبودين: (فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل).
﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ﴾ من الملائكة وعيسى وعزير والأصنام كأنه قيل ومعبوديهم ﴿فَيَقُولُ﴾ للمعبودين تبكيتا وإلزاما للعبدة وقرىء بالنون ﴿أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ﴾ أي عنه ولم يقل أضللتم أم ضلوا لأن السؤال ليس عن الفعل لأنه متحقق وإلا لما توجه العتاب بل عن متوليه فلزم إيلاؤه حرف الاستفهام.