ولكنّ المعنى الأوّل أنسب وتصف حال تلك الوجوه ثانياً: (عاملة ناصبة).
فكلّ ما سعوا وكدوّا فيه في الحياة الدنيا سوف لا يجنون منه إلاّ التعب والنصب، وذلك: لأنّ أعمالهم غير مقبولة عند اللّه، وما جمعوه من أموال وثروات قد ذهبت لغيرهم، ولا يملكون من ذكر صالح يعقبهم في الدنيا ولا ولد صالح يدعو ويستغفر اللّه لهم، فما اصدق هذا القول بحقّهم: (عاملة ناصبة).
وقيل: المراد، إنّهم يعملون في الدنيا، ولهم التعب والألم في الآخرة.
وقيل أيضاً: إنّ المجرمين سيقومون بأعمال شاقّة داخل جهنم، زيادة في عذابهم.
ويبدو التّفسير الأوّل أصح من غيره.
﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ﴾ ذات نصب أي تعب في عملها في النار لجر السلاسل والأغلال أو في الدنيا.