وبحدّية قاطعة، تقول آخر آيتين في السّورة: (إنّ إلينا إيابهم)... (ثمّ إنّ علينا حسابهم).
والآيتان تتضمّنان التسلية لقلب النّبي (ص) في مواجهته لأساليب المعاندين، لكي لا يبتئس من أفعالهم، ويستمر في دعوته.
وهما أيضاً، تهديد عنيف لكلّ مَن تسول له نفسه فيقف في صف الكافرين والمعاندين، فيخبرهم بأنّ حسابهم سيكون بيد جبار شديد!
بدأت سورة الغاشية بموضوع القيامة وختمت به أيضاً، كما تمّت الإشارة فيما بين البدء والختام إلى بحث التوحيد والنّبوة، وهما دعامتا المعاد.
كما وتضمّنت السّورة عرضاً لبعض ما سيصيب المجرمين من عقاب، وعرضت في قبال ذلك ما سينعم به المؤمنون في جنّات النعيم الخالدة.
كما وأكّدت السّورة على حرية الإنسان في اختيار الطريق الذي يسلكه، وذكّرت بعودة الجميع إلى مولاهم الحق، وهو الذي سيحاسبهم على كلّ ما فعلوا في دنياهم كما وبيّنت السّورة أن مهمّة الرّسول (ص) هي إبلاغ الرسالة، وأنّه غير مسؤول عن كفر وانحراف النّاس وذنوبهم، وهذه هي مهمّة مبلغي طريق الحقّ.
اللّهم، ارحمنا يوم تعود الخلائق إليك ويكون حسابهم عليك...
اللّهم، نجّنا برحمتك الكبرى من عذابك الأكبر...
اللّهم، إنّ مواهب أهل الجنّة التي اوردت هذه السّورة قسماً منها عظيمة ومذهلة.
فإن كنّا لا نستحقها بأعمالنا فتفضل علينا بها بلطفك ورحمتك.
آمين يا ربّ العالمين
نهاية سورة الغاشية
﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ﴾ رجوعهم.