ثمّ تأتي الآية التالية لتقول: (هل في ذلك قسم لذي حجر).
"الحجر" هنا بمعنى: العقل، وفي الأصل بمعنى (المنع)، كأن يقال: حجر القاضي فلاناً، أو كأن يطلق على الغرفة (حجرة) لأنّها محل محفوظ ويمنع دخوله من قبل الآخرين، وكذلك يقال للحضن (حجر) - على وزن فكر - لحفظه وإحاطته، واُطلق على العقل (حجر) لمنعه الإنسان عن الأعمال السيئة، كما أنّ مصطلح (العقل) هو بمعنى (المنع) أيضاً، ومنه (العقال) الذي به تربط أرجل البعير ليمنعه من الحركة.
ولكن... أين جواب القسم؟
ثمّة احتمالان، هما:
الأوّل: قوله تعالى: (إنّ ربّك لبالمرصاد).
الثّاني: جواب القسم محذوف وتدلّ عليه الآيات التالية، التي تتحدث عن عقاب الطغاة، والتقدير: (قسماً بكلّ ما قلناه لنعذبنّ الكافرين والطغاة).
﴿هَلْ فِي ذَلِكَ﴾ القسم ﴿قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ﴾ عقل.