و بما أن القرآن - عادة - يضع الحسن والسيء متقابلين حتى يتّضح وضع كل منهما بالمقايسة فإنّ الآية التي بعدها تتحدث عن أهل الجنّة فتقول: (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلا).
ليس معنى هذا الكلام أنّ وضع أهل جهنم حسن، ووضع أهل الجنّة أحسن، لأنّ صيغة "أفعل التفضيل" تأتي أحياناً حيث يكون أحد الأطراف واجداً للمفهوم، وآلاخر فاقداً له كلياً. مثلا نقرأ في الآية (40) من سورة فصّلت: (أفمن يُلقى في النّار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة).
"مستقر" بمعنى محل الإستقرار.
و "مقيل" بمعنى محل الإستراحة في منتصف النهار، من مادة "قيلولة"، وقد جاءت بمعنى النوم منتصف النهار.
﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ﴾ يوم القيامة ﴿خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا﴾ مكانا يستقر فيه ﴿وَأَحْسَنُ مَقِيلًا﴾ مكانا يؤوي إليه للاسترواح بالازدواج والتمتع.