التّفسير:
أكبر عدد من القسم القرآني تتضمّنه هذه السّورة، هو في حساب "أحد عشر"، وفي حساب آخر "سبعة" أقسام... ويبيّن أن السّورة تتعرض لموضوع خطير هام... موضوع عظيم كعظمة السماء والأرض والشمس والقمر... موضوع حياتي مصيري.
لنبدأ أولاً بشرح ما جاء في السّورة من قَسم، لنتعرض بعد ذلك إلى الموضوع الآية الاُولى تقول: (والشمس وضحاها).
ولقد ذكرنا آنفاً أن القسم في القرآن يستهدف مقصدين:
الأوّل: بيان أهمية ما جاء القسم من أجله.
والثّاني: أهمية ما أقسم به القرآن، لأنّ القسم عادة يكون بالمهم من الاُمور من هنا تعمل هذه الأقسام على تحريك الفكر في الإنسان كي يمعن النظر في هذه الموضوعات الهامّة من عالم الخليقة، وليتخذ منها سبيلاً إلى اللّه سبحانه وتعالى.
"الشمس" ذات دور هام وبنّاء جدّاً في الموجودات الحية على ظهر البسيطة فهي إضافة إلى كونها مصدراً للنور والحرارة - وهما عاملان أساسيان في حياة الإنسان - تعتبر مصدراً لغيرهما من المظاهر الحياتية، حركة الرياح، وهطول الأمطار، ونمو النباتات، وجريان الأنهر والشلالات، بل حتى نشوء مصادر الطاقة مثل النفط والفحم الحجري... كل واحد منها يرتبط - بنظرة دقيقة - بنور الشمس.
ولو قُدر لهذا المصباح الحياتي أن ينطفيء يوماً لساد الظلام والسكوت والموت في كل مكان.
"الضحى" في الأصل انتشار نور الشمس، وهذا ما يحدث حين يرتفع قرص الشمس عن الاُفق ويغمر النور كل مكان، ثمّ يطلق على تلك البرهة من اليوم اسم "الضحى"، والقسم بالضحى لأهميته، لأنّه وقت هيمنة نور الشمس على الأرض.
﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ ضوءها.