التّفسير:
عاقبة مرّة للطغاة:
عقب التحذير الذي اطلقته الآية السابقة بشأن عاقبة من ألقى بنفسه في أوحال العصيان، قدمت هذه الآيات مصداقاً تاريخياً واضحاً لهذه السنّة الإلهية، وتحدثت عن مصير قوم "ثمود" بعبارات قصيرة قاطعة ذات مدلول عميق.
"الطغوى" و"الطغيان" بمعنى واحد وهو تجاوز الحد، وفي الآية تجاوز الحدود الإلهية والعصيان أمام أوامره (1).
"قوم ثمود" من أقدم الاقوام التي سكنت منطقة جبلية بين "الحجاز" و"الشام".
كانت لهم حياة رغدة مرفهة، وأرض خصبة، وقصور فخمة، غير أنّهم لم يؤدوا شكر هذه النعم، بل طغوا وكذبوا نبيّهم صالحاً، واستهزأوا بآيات اللّه، فكان عاقبة أمرهم أن أبيدوا بصاعقة سماوية.
﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا﴾ بسبب طغيانها.