وبعد القَسَمين، يأتي جواب القسم، فيقول سبحانه: (ما ودعك ربّك وما قلى).
"قلى" من "قلا" - على وزن صدا -، وهو شدّة البغض، ومن القَلَو أيضاً بمعنى الرّمي.
وكلا المعنيين يعودان إلى أصل واحد - في رأي الراغب الأصفهاني - فكأن المقلّو هو الذي يقذفه القلب من بُغضه فلا يَقبَلُه.
على أي حال، في هذا التعبير سَكنٌ لقلب النّبي (ص) وتسلّ له، ليعلم أن التأخير في نزول الوحي إنّما يحدث لمصلحة يعلمها الله تعالى، وليست - كما يقول الأعداء - لترك الله نبيّه أو لسخطه عليه.
﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ﴾ ما تركك ﴿وَمَا قَلَى﴾ ما أبغضك.