ولكن الآية التالية تقول:
(إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون).
"ممنون": من "المن" وتعني هنا القطع أو النقص، من هنا فالأجر غير مقطوع ولا منقوص، وقيل: إنّه خال من المنّة، لكن المعنى الأوّل أنسب.
قيل: إنّ قوله: (ثمّ رددناه أسفل سافلين) تعني ضعف الجسم والذاكرة في شيخوخة الإنسان، ولكن هذا التّفسير لا ينسجم مع الإستثناء المذكور في الآية التالية، ولذلك نختار التّفسير الأوّل.
الآية التالية تخاطب هذا الإنسان الكافر بأنعم ربّه والمعرض عن دلائل المعاد وتقول له: (فما يكذّبك بعد بالدين).
تركيب وجودك من جهة، وبنيان هذا العالم الواسع من جهة آُخرى يؤكّدان أن هذه الحياة الخاطفة لا يمكن أن تكون الهدف النهائي من خلقتك وخلقة هذا العالم الكبير.
هذه كلّها مقدمات لعالم أوسع وأكمل، وبالتعبير القرآني، هذه "النشأة" الاُولى" تنبيء عن "النشأة الاُخرى"، فلِمَ لا يتذكر الإنسان؟!
﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ مقطوع أو منغص.