لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...
جاري التحميل ...
سبب النّزول: ذكرنا أنّ أكثر المفسّرين يذهبون إلى أنّ هذه السّورة أوّل ما نزل من القرآن، وقيل إنّ المفسّرين يجمعون على نزول الآيات الخمس الأوائل في بداية نزول الوحي على الرسول (ص)، ومضمون الآيات يؤيد ذلك. وجاء في الرّوايات أن محمّداً (ص) كان في غار حراء حين نزل عليه جبرائيل وقال له: إقرأ يا محمّد. قال: ما أنا بقاريء، فاحتضنه جبرائيل وضغطه وقال له: إقرأ يا محمّد وتكرر الجواب. ثمّ أعاد جبرائيل عمله ثانية وسمع نفس الجواب. وفي المرّة الثّالثة قال: (إقرأ باسم ربّك الذي خلق...) إلى آخر الآيات الخمس الأوّل من السّورة. قال ذلك واختفى عن أنظار النّبي (ص). رسول اللّه أحسّ بتعب شديد بعد هبوط أولى أشعة الوحي عليه فذهب إلى خديجة وقال: "زملوني ودثروني". (1) "الطبرسي" في مجمع البيان يروي عن الحاكم النيسابوري قصّة أوّل نزول الوحي ما ينبيء أنّ سورة الحمد كانت أوّل ما نزل على النّبي (ص) يقول: إنّ رسول اللّه قال لخديجة إنّي إذا خلوت وحدي سمعت نداء. فقالت: ما يفعل اللّه بك إلاّ خيراً، فواللّه إنّك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث، قالت خديجة: فانطلقنا إلى ورقة بن نوفل وهو ابن عمّ خديجة فاخبره رسول اللّه (ص) بما رأى، فقال له ورقة: إذا أتاك فاثبت له حتى تسمع ما يقول ثمّ إيتني فأخبرني، فلمّا خلا ناداه يا محمّد: قل بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه ربّ العالمين... حتى بلغ ولا الضّالين، قل لا إله إلاّ اللّه، فأتى ورقة فذكر له ذلك، فقال له: أبشر ثمّ أبشر، فأنا أشهد أنّك الذي بشر به ابن مريم، وإنّك على مثل ناموس موسى، وإنّك نبيّ مرسل، وإنّك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، ولئن أدركني ذلك لاُجاهدنَّ معك، فلمّا توفي ورقة، قال رسول اللّه (ص) : "لقد رأيت القس في الجنّة عليه ثياب الحرير لأنّه آمن بي وصدّقني" (2). جدير بالذكر أنّ في بعض كتب التّفسير والتاريخ كلاماً حول حياة الرّسول الأكرم (ص)، في هذه البرهة الزمنية لا تتناسب أبداً مع شخصية النّبي الأكرم (ص)، وتستند حتماً إلى أحاديث مختلفة أو إلى اسرائيليات، من ذلك أنّ النّبي (ص) اغتم كثيراً لدى نزول الوحي عليه أوّل مرّة، وخشي أن يكون إلقاءات شيطانية! ومن ذلك أنّه (ص) همّ مرّات أن يلقي بنفسه من أعلى الجبل! وأمثال هذه الخزعبلات التي لا تنسجم اطلاقاً مع ما ذكرته كتب السيرة حول ما يتمتع به الرّسول (ص) من رجاحة في العقل، وضبط كبير في النفس، وصبر وسعة صدر، وثقة بالدور الكبير الذي ينتظره. ويبدو أنّ أعداء الإسلام دسّوا هذه الرّوايات للطعن في الإسلام وللحط من شخصية النّبي (ص). التّفسير: (اقرأ باسم ربّك) الآية الاُولى فيها خطاب للنّبي (ص) تقول له: (اقرأ باسم ربّك الذي خلق) (3)، قيل إنّ مفعول إقرأ محذوف وتقديره: إقرأ القرآن باسم ربّك، وإستدلّ بعضهم بهذه الآية على أنّ البسملة جزء من سور القرآن. (4) وقيل: إنّ الباء هنا زائدة، أي إقرأ اسم ربّك، وهذا بعيد لأنّ المناسب وهذه الحالة أن يقال اذكر اسم ربّك لا إقرأ... ويلاحظ هنا قبل كلّ شيء التركيز على مسألة الربوبية، ونعلم أنّ "الربّ" يعني "المالك المصلح"، أي الشخص الذي يملك شيئاً، ويتعهد إصلاحه وتربيته أيضاً. ولإثبات ربوبية اللّه جاء ذكر الخلقة... خلقة الكون، إذ إن أفضل دليل على ربوبيته خالقيته، فالذي يُدبّر العالم هو خالقه. وهذا في الحقيقة ردّ على مشركي العرب الذين قبلوا خالقية اللّه، وأوكلوا الربوبية والتدبير إلى الأوثان، ثمّ إنّ ربوبية اللّه وتدبيره لنظام الكون أفضل دليل على إثبات ذاته المقدسة. ﴿اقْرَأْ﴾ القرآن متلبسا أو مستعينا أو مفتتحا ﴿بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ الخلق