ثمّ للتأكيد أكثر على هذا الجواب يقول تعالى: (ولا يأتونك بمثل إلاّ جئناك بالحق وأحسن تفسيراً). أي أنّهم لا يأتون بمثل أو مقولة أو بحث لاضعاف دعوتك ومقابلتها، إلاّ آتيناك بكلام حقّ يقمع كلماتهم الجوفاء وأدلتهم الخاوية بأحسن بيان وأفضل تفسير.
وبما أنّ هؤلاء الأعداء الحاقدين استنتجوا - بعد مجموعة من إشكالاتهم - أن محمّداً وأصحابه مع صفاتهم هذه وكتابهم هذا وبرامجهم هذه شرُّ خلق الله (العياذ بالله) ، ولأنّ ذكر هذا القول لا يتناسب مع فصاحة وبلاغة القرآن، فإنّ الله سبحانه يتناول الإجابة على هذا القول في الآية الأخيرة مورد البحث دون أن ينقل أصل قولهم، يقول:
﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ﴾ بسؤال عجيب كالمثل في البطلان للقدح فيك ﴿إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ﴾ الراد له في جوابه ﴿وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ وبما هو أحسن بيانا أو معنى من سؤالهم.