لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...
جاري التحميل ...
سبب النّزول: روي أن هذه السّورة نزلت بعد واقعة ذات السلاسل وكانت الحادثة على النحو التالي: في السنة الثامنة للهجرة بلغ الرسول (ص) نبأ تجمّع اثني عشر ألف راكب في أرض "يابس" تعاهدوا على أن لا يقرّ لهم قرار حتى يقتلوا الرسول (ص) وعليّاً (ع) ويبيدوا الجماعة المسلمة. وبعث النبيّ (ص) جمعاً من أصحابه إليهم فكلّموهم، ولكن دون جدوى. فأرسل النّبي (ص) عليّاً (ع) مع جمع غفير من المهاجرين والأنصار لمحاربتهم. فحثوا الخطى إلى منطقة العدو وطووا الطريق في الليل، فحاصروا العدوّ، وعرضوا عليهم الإِسلام أوّلا، وحين أبوا شنوا هجومهم والجوّ لمّا يزل في ظلام، ودحروهم، فقتلوا جماعة وأسروا النساء والأطفال وغنموا أموالا كثيرة. ونزلت سورة "والعاديات"، وجيوش الإِسلام لم تصل إلى المدينة بعد، وفي ذات اليوم صلى رسول اللّه (ص) بالنّاس الغداة وقرأ "والعاديات"، فلما فرغ من صلاته قال أصحابه هذه سورة لم نعرفها، فقال رسول اللّه (ص) : "نعم إن عليّاً ظفر بأعداء الله وبشرني بذلك جبرائيل (ع) في هذه الليلة. فقدم علي بعد أيّام بالغنائم والأسارى. (1) وقيل: إن هذه الواقعة من المصاديق البارزة للآية وليست سبباً لنزولها. التّفسير: قسماً بالمجاهدين الواعين: قلنا إن هذه السّورة تبدأ بالقسم بأمور محفّزة منبّهة. تقسم أولا بالخيول الجارية المندفعة (إلى ميدان الجهاد) وهي تحمحم وتتنفس بشدّة: (والعاديات ضبحاً). (2) ويمكن أن يكون القسم هذا بإبل الحجاج المتجهة من عرفات إلى المشعر الحرام، ومن المشعر الحرام إلى منى وهي تتنفس بشدّة. "العاديات" جمع عادية، من "العدو"، وهو المغادرة والإبتعاد بالقلب. فتكون "العداوة" أو بالحركة الخارجية فيكون (العدو) وهو الركض، أو بالمعاملات فيسمى (العدوان). و"العاديات" في الآية هي الجاريات بسرعة، "الضبح" صوت الخيل وهي تتنفس بشدّة عند الجري. كما ذكرنا من قبل لهذه الآية تفسيران: الأوّل: أنّ المقسوم به في الآية الخيل السريعة الجري نحو ميدان الجهاد. ولما كان الجهاد أمراً مقدساً، فهذه الحيوانات في جريها في هذا المسير المقدس تنال من المكانة واللياقة ما تستحق أن يُقسم بها. الثّاني: أنّ المقسوم به الإِبل الجارية في موسم الحج بين المواقف المشرفة وهي تنقل الحجاج. لذلك كانت ذا قداسة تستحق القسم بها. روي عن ابن عباس قال: بينما أنا جالس في حجر إسماعيل إذ أتاني رجل فسأل عن "العاديات ضبحاً" فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله ثمّ تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم. فانفتل عنّي وذهب إلى علي بن أبي طالب (ع) وهو تحت سقاية زمزم. فسأله عن العاديات ضبحاً، فقال: سألت عنها أحداً قبلي؟ قال: نعم، سألت عنها ابن عباس فقال: الخيل حين تغير في سبيل الله. قال: فاذهب فادعه لي فلمّا وقف على رأسه قال: تفتي النّاس بما لا علم لك به؟! والله إن كانت لأوّل غزوة في الإِسلام بدر، وما كانت معنا إلا فَرَسان. فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسواد، فكيف تكون العاديات الخيل، بل العاديات ضبحاً الإِبل من عرفة إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى. قال ابن عباس فرغبت عن قولي ورجعت إلى الذي قاله علي (ع). (3) ويحتمل أيضاً أن يكون "للعاديات" هنا معنى واسع يشمل خيول المجاهدين وإبل الحجاج. ويكون معنى رواية ابن عباس أنّه لا ينحصر المعنى بالخيول إذ لا يصدق هذا المعنى في كل مكان. ومن مصاديقه هو إبل الحجاج. هذا التّفسير أنسب من عدّة جهات. ﴿وَالْعَادِيَاتِ﴾ خيل الغزاة تعدو فتضبح ﴿ضَبْحًا﴾ وهو صوت أنفسها إذا عدت أو ضابحة