من كلّ ما سبق نفهم الوضع ّلإستثنائي لهذه السّورة. (ما أغنى عنه ماله وما كسب)، فليس با مكان أمواله أن تدرأ عنه العذاب الالهي (سيصلى ناراً ذات لهب).
من الآية الأولى نفهم أنّه كان ثرياً ينفق أمواله في محاربة النّبي (ص).
وأبولهب ناره ذات لهب يصلاها يوم القيامة.
وقيل: يصلاها في الدنيا قبل الآخرة.
و"لهب" جاءت بصيغة النكرة لتدل على عظمة لهب تلك النّار.
لا أبا لهب ولا أي واحد من الكافرين والمنحرفين تغنيه أمواله ومكانته الإجتماعية من عذاب الله، كما يقول سبحانه: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم). (6)
بل لم تغنه في الدنيا من سوء المصير.
حيث جاء في الرّواية، أنّ أبالهب لم يشترك في بدر، بل ارسل من ينوب عنه.
وبعد اندحار المشركين وعودتهم إلى مكّة، هرع أبولهب ليسأل أبا سفيان عن الخبر.
فأخبره أبوسفيان بالهزيمة وقال:
"وايم الله ما لُمت النّاس.
لقينا رجالا بيضاً على خيل بلق بين السماء والأرض..." قال أبو رافع (مولى العباس) وقد كان جالساً: تلك الملائكة.
فرفع أبولهب يده فضرب وجهه ضربة شديدة، ثمّ حمله وضرب به الأرض، ثمّ برك عليه يضربه وكان رجلا ضعيفاً.
وما أن شهدت أم الفضل ( زوجة العباس)، وكانت جالسة أيضاً، ذلك حتى أخذت عموداً وضربت أبالهب على رأسه وقالت: تستضعفه إن غاب عنه سيّده؟!
فقام مولياً ذليلا.
قال أبو رافع: فوالله ما عاش إلاّ سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة (مرض يشبه الطاعون) فمات.
وقد تركه أبناه ليلتين أو ثلاثة ما يدفنانه حتى انتن في بيته.
﴿مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ﴾ من عذاب الله شيئا ﴿وَمَا كَسَبَ﴾ وكسبه أي عمله الخبيث أو ولده عتبة.