التّفسير:
بربّ الفلق أعوذ:
يخاطب اللّه سبحانه نبيّه باعتباره الاُسوة والقدوة، ويقول له: (قل أعوذ بربّ الفلق، من شرّ ما خلق) "الفلق": من فَلَقَ أي شقَّ وفَصَل; وسُمي طلوع الصبح بالفلق لأنّ ضوء الصبح يشق ظلمة الليل; ومثله الفجر، اطلق على طلوع الصبح لنفس المناسبة.
وقيل: إنّ الفلق يعني ولادة كلّ الموجودات الحيّة، بشرية كانت أم حيوانية أم نباتية.
فولادة هذه الموجودات تقترن بفلق حبّتها أو بيضتها.
والولادة من أعجب مراحل وجود هذه الأحياء، لأنّها تشكل طفرة في مراحل وجودها، وانتقالاً من عالم إلى عالم آخر.
يقول سبحانه: (إنّ اللّه فالق الحبّ والنوى يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) (1).
وقيل: إنّ الفلق له معنى واسع يشمل كلّ خلق، لأنّ الخلق، هو شقّ ستار العدم ليسطع نور الوجود.
وكلّ واحد من هذه المعاني الثلاثة (طلوع الصبح - وولادة الموجودات الحيّة - وخلق كلّ موجود) ظاهرة عجيبة تدل على عظمة الباري والخالق والمدبّر، ووصف اللّه بذلك له مفهوم عميق.
في بعض الرّوايات جاء أنّ الفلق بئر عظيم في جهنّم تبدو وكأنّها شقّ في داخلها.
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ الصبح لأنه فلق عنه الظلام أي فرق وتخصيصه لفضله إن قرآن الفجر كان مشهودا أو كل ما ينفلق عنه كالمطر والنبات والعيون والأولاد.