أمّا الآية الاُخرى من الآيات الثلاث المذكورة، فهي تستثني المستضعفين والعاجزين الحقيقيين لا المزيفين، فتقول: إنّ أُولئك الرجال والنساء والأطفال الذين لم يجدوا لأنفسهم مخرجاً للهجرة، ولم يتمكنوا من إِيجاد وسيلة للنجاة من محيطهم الملوث، فهم مستثنون من حكم العذاب، لأنّ هؤلاء معذورون في الحقيقة، وإِنّ الله لا يكلف نفساً ما لا تطيق، (إِلا المستضعفين من الرجال والنساء يوالولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبي).
﴿إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء﴾ منقطع إذ لم يدخلوا في أولئك ﴿وَالْوِلْدَانِ﴾ الصبيان ذكروا مبالغة أو المماليك ﴿لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً﴾ صفة المستضعفين إذ لم يعينوا أو حال عنهم إذ لا يجدون أسباب الهجرة لعجزهم ﴿وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً﴾ لا يعرفون طريقا إلى الهجرة وعن الباقر (عليه السلام): لا يهتدون حيلة إلى الكفر فيكفروا ولا سبيلا إلى الإيمان فيؤمنوا، وعنه (عليه السلام): لا يستطيعون حيلة إلى الإيمان ولا يكفرون.