وتعكس الآية اللاحقة صورة جديدة لحالتهم حيث يقول سبحانه: (خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلّة)(216).
هذه الآية الكريمة تصف لنا حقيقة المجرمين عندما يدانون في إجرامهم ويحكم عليهم، حيث نلاحظ الذلّة والهوان تحيط بهم، وتكون رؤوسهم مطأطئة تعبيراً عن هذه الحالة المهينة.
ثمّ يضيف تعالى: (وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون).
إلاّ أنّهم لن يسجدوا أبداً، لقد صحبوا روح التغطرس والعتوّ والكبر معهم في يوم القيامة فكيف سيسجدون؟
إنّ الدعوة للسجود في الدنيا لها موارد عديدة، فتارةً بواسطة المؤذّنين للصلاة الفردية وصلاة الجماعة، وكذلك عند سماع بعض الآيات القرآنية وأحاديث الرّسول (ص) والأئمّة المعصومين (عليهم السلام)... ولذا فإنّ الدعوة للسجود لها مفهوم واسع وتشمل جميع ما تقدّم.
﴿خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ﴾ لا ترفع ﴿تَرْهَقُهُمْ﴾ تغشاها ﴿ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا﴾ في الدنيا ﴿يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ﴾ أصحاء متمكنون فلا يجيبون.