ثمّ يوجّه الباريء عزّوجلّ الخطاب لنبيّه الكريم ويقول: (فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث).
وهذه اللهجة تمثّل تهديداً شديداً من الواحد القهّار لهؤلاء المكذّبين المتمردين، حيث يخاطب الرّسول (ص) بقوله: لا تتدخّل، واتركني مع هؤلاء، لاُعاملهم بما يستحقّونه.
وهذا الكلام الذي يقوله ربّ قادر على كلّ شيء، - بالضمن - باعث على إطمئنان الرّسول (ص) والمؤمنين أيضاً، ومشعراً لهم بأنّ الله معهم وسيقتصّ من جميع الأعداء الذين يثيرون المشاكل والفتن والمؤامرات أمام الرّسول والرسالة، ولن يتركهم الله تعالى على تماديهم.
﴿فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ﴾ كله إني أكفكه ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُم﴾ سنقربهم من النعمة درجة درجة بالإمهال وترادف النعم ﴿مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾ ذلك.