التّفسير:
لا تستعجل بعذابهم:
استمراراً للإستجواب الذي تمّ في الآيات السابقة للمشركين والمجرمين، يضيف الباريء عزّوجلّ سؤالين آخرين، حيث يقول في البداية: (أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون).
أي إذا كانت حجّتهم أنّ الإستجابة لدعوتك تستوجب أجراً مادياً كبيراً، وأنّهم غير قادرين على الوفاء به، فإنّه كذب، حيث أنّك لم تطالبهم بأجر، كما لم يطلب أي من رسل الله أجراً.
"مغرم" من مادّة (غرامة) وهي ما يصيب الإنسان من ضرر دون أن يرتكب جناية، و (مثقل) من مادّة (ثقل) بمعنى الثقل، وبهذا فإنّ الله تعالى أسقط حجّة اُخرى ممّا يتذرّع به المعاندون.
وقد وردت الآية أعلاه وما بعدها (نصّاً) في سورة الطور (آية 40 - 41).
﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا﴾ على التبليغ ﴿فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ﴾ غرم لك ﴿مُّثْقَلُونَ﴾ بذلك فلا يؤمنون.