التّفسير
بعد بيان مواقف الكفّار والمنافقين والمؤمنين من الآيات "المحكمات" و"المتشابهات" في الآيات السابقة، تقول هذه الآية: إذا كان الكفّار المعاندون يحسبون أنّهم بثرواتهم وأبنائهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم في الآخرة فهم على خطأ كبير، فهذه الوسائل قد يكون لها تأثيرها المؤقت في هذه الدنيا، ولكنّها عند الله لن يكون لها أيّ تأثير، لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة.
لذلك ينبغي ألاّ يغترّ الإنسان بهذه الأُمور فتحمله على إرتكاب الإثم، وإلاَّ فإنّه يصلى ناراً سيكون هو حطبها.
(وأُولئك هم وقود النار)(1) يفيد هذا التعبير أنّ نار الجحيم مستعرة بوجود المذنبين، وهؤلاء المذنبون هم الذين يديمون أوارها ولهيبها.
نعم ثمّة آيات تقول إنّ الحجارة أيضاً تكون وقود نار جهنم بالإضافة إلى المذنبين.
ولكن- كما قلنا في تفسير الآية 24 من سورة البقرة في الجزء الأول- يمكن أن تكون هذه الحجارة هي الأصنام التي كانوا ينحتونها من الحجر.
وعليه فإنّ نار جهنّم تستعر بأعمال المذنبين وبمعبوداتهم الباطلة.
ثمّ تشير الآية إلى نموذج من الاُمم السالفة التي كانت قد اُوتيت الثروة الإنسانية والمادية الكثيرة، ولم تستطيع هذه الثروة أن تكون مانع من هلاكهم.
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئًا﴾ أي بدل رحمته أو من عذابه ﴿وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ﴾ حطبها.