النّجاة من آل فرعون:
الآية السابقة أشارت إلى نجاة بني إسرائيل من براثن الفرعونيين، وهذه الآية توضح طريقة النجاة، ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ، فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾.
قضية غرق آل فرعون في البحر ونجاة بني إسرائيل وردت في سور عديدة مثل سورة الأعراف الآية .
وسورة الأنفال، الآية .
وسورة الإِسراء الآية .
والشعراء الآية (63 و66).
والزخرف، .
والدخان، الآية وما بعدها.
في هذه السور ذكرت كل تفاصيل الحادث، أمّا هذه الآية فاكتفت بالإِشارة إلى هذه النعمة الإِلهية في معرض دعوة بني إسرائيل إلى قبور الرسالة الخاتمة.
حادثة الانقاذ باختصار حدثت بعد عدم استجابة فرعون وقومه لدعوة موسى (عليه السلام) مع كل ما شاهدوه منه من معجزات.
إذ ذاك اُمر أن يخرج مع بني إسرائيل في منتصف الليل من مصر، وعند وصولهم النيل، علموا أن فرعون وجيشه يلاحقونهم، فاعترى، بني إسرائيل خوف واضطراب شديد.
فالبحر أمامهم والعدوّ وراءهم.
وفي هذه اللحظات الحساسة، اُمر موسى أن يضرب البحر بعصاه، فانشقت فيه طرق متعدّدة عبر منها بنو إسرائيل، بينما التحم الماء حينما كان آل فرعون في وسطه، فغرقوا جميعاً ونجا بنو إسرائيل، وهم ينظرون إلى هلاك أعدائهم.
الهدف من تذكير بني إسرائيل بهذا الحدث الذي بدأ بخوف شديد وانتهى بانتصار ساحق، هو دفعهم للشكر وللسير على طريق الرسالة الإِلهية المتملثة في دين النّبي الخاتم.
كما أنه تذكير للبشرية بالامداد الإِلهي الذي يشمل كل أُمّة سائرة بجد وإخلاص على طريق الله.
﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ﴾ فصلنا بين بعضه وبعض حتى صارت فيه مسالك بسلوككم فيه ﴿فَأَنجَيْنَاكُمْ﴾ هناك ﴿وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ﴾ أي هو وقومه واقتصر عليهم للعلم بأولويته به ﴿وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾ إليهم وهم يغرقون.