ثمّ أشار القرآن الكريم إلى الفئة الثانية وقال (وأمّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم اُجورهم).
ثمّ يؤكد القول: (والله لا يحب الظالمين).
تقديم مصير الكافرين على المؤمنين من أجل أن الكافرين بنبوّة المسيح (عليه السلام)كانوا يشكلون الأغلبية.
والملفت للنظر أن الآية الاُولى إكتفت بذكر الكفر فقط.
أمّا الآية الثانية فقرنت الإيمان بالعمل الصالح، وهذا إشارة إلى أن الكفر لوحده يكون سبباً للعذاب الإلهي.
ولكن الإيمان لوحده لا يكفي للنجاة، بل لابدّ وأن يقترن بالعمل الصالح.
وجملة (والله لا يحب الظالمين) لعلّها ناظرة إلى أن جميع معاني الكفر والأعمال السيّئة داخلة في مفهوم الظلم بمعناه الواسع.
ومن الواضح أن الله لا يحب الظالمين ولا يقدم على ظلم عباده بل يوفيهم اُجورهم بالكامل.
﴿وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ﴾ تفصيل للحكم وقرىء يوفيهم بالياء والباقون بالنون ﴿وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ لا يرضى عنهم.