(الحقّ من ربّك فلا تكن من الممترين).
هذه الآية تؤكّد الموضوع وتقول: إنّ ما أنزلنا عليك بشأن المسيح أمرٌ حقيقيٌ من الله ولا يعتوره الشكّ، فلا تتردّد في قبوله.
في تفسير (الحق من ربّك) للمفسّرين رأيان: الرأي الأول يقول: إنّ الجملة مبتدأ وخبر، وبذلك يكون المعنى: الحقّ دائماً من ربّك، وذلك لأنّ الحقّ هو الحقيقة، والحقيقة هو الوجود، وكلّ وجود ناشىء من وجوده.
لذلك فكلّ باطل عدم، والعدم غريب على ذاته.
الرأي الثاني يقول: إنّ الجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره "تلك الأخبار".
أيتلك الأخبار التي أنزلناها عليك حقائق من الله.
وكلّ من التفسيرين ينسجم مع الآية.
﴿الْحَقُّ﴾ خبر محذوف أي هذا أو هو أو مبتدأ خبره ﴿مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ﴾ نهيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) من باب التهيج لزيادة اليقين أو من باب إياك أعني.