(ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجّون فيما ليس لكم به علم).
هنا يوبّخهم الله قائلاً إنّكم قد بحثتم فيما يتعلّق بدينكم الذي تعرفونه (وشاهدتم كيف أنّكم حتّى في بحث ما تعرفونه قد وقعتم في أخطاء كبيرة وكم بعدتم عن الحقيقة، فقد كان علمكم، في الواقع، جهلاً مركّباً)، فكيف تريدون أن تجادلوا في أمر لا علم لكم به، ثمّ تدّعون ما لا يتّفق مع أيّ تاريخ؟
وفي نهاية الآية يقول: (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) توكيداً للموضوع السابق، وتمهيداً لبحث الآية التالية.
أجل، إنه يعلم متى بعث إبراهيم (عليه السلام) بالرسالة لا أنتم الذين جئتم بعد ذلك بزمن طويل وتحكمون في هذه المسألة بدون دليل.
﴿هَا﴾ للتنبيه ﴿أَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ﴾ جادلتم ﴿فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ﴾ مما في التوراة والإنجيل ﴿فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ﴾ ولا ذكر في كتابيكم من دين إبراهيم ﴿وَاللّهُ يَعْلَمُ﴾ ذلك ﴿وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾.