التّفسير
في مقابل العناصر التي تبحث عن الحقّ، وتؤمن به من الذين وصفتهم الآية السابقة، هناك عناصر كافرة ظالمة وصفهم الله سبحانه في هاتين الآيتين بقوله: (إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً) لأنه لا ينفع في الآخرة سوى العمل الصالح والإيمان الخالص لا الإمتيازات المادية، في هذه الحياة: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم)(1).
يبقى أن نعرف لماذا أُشير في هذه الآية إلى الثروة والأولاد من بين بقية الإمكانات؟ وجه ذلك أن أهم الإمكانات المادية تنحصر في أمرين:
الأول: الطاقة البشرية وقد ذكرت الأولاد كأفضل نموذج لها.
الثاني: الثروة الاقتصادية.
وأما بقية الإمكانات المادية الاُخرى فتتفرع من هاتين.
إن القرآن ينادي بصراحة بأن الإمتيازات المالية والقدرة البشرية الجماعية لا تعد إمتيازاً في ميزان الله، وأن الإعتماد عليها وحدها هو الخطأ الجسيم إلاَّ إذا قرنت بالإيمان والعمل الصالح، واستخدمت في سبيلهما، وإلاَّ فستؤول بأصحابها إلى الجحيم وعذابها الخالد.
(اُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ﴾ لن تدفع ﴿عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ﴾ عذابه ﴿شَيْئًا وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ﴾ وملازموها ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.