التّفسير
من هنا تبدأ الآيات التي نزلت حول واحدة من أهم الأحداث الإسلامية ألا وهي معركة "أُحد" لأن القرائن التي توجد في الآيتين الحاضرتين يستفاد منها أن هاتين الآيتين نزلتا بعد معركة أُحد، وتشير إلى بعض وقائعها المرعبة، وعلى هذا أكثر المفسّرين.
في البدء تشير الآية الأُولى إلى خروج النبي (ص) من المدينة لإختيار المحل الذي يعسكر فيه عند "أُحد" وتقول (وإذا غدوت من أهلك تبوىء المؤمنين مقاعد للقتال).
أي واذكر عندما خرجت غدوة من المدينة تهيىء للمؤمنين مواطن للقتال لغزوة "أُحد".
ولقد كانت بين المسلمين في ذلك اليوم آراء مختلفة وكثيرة- كما ستعرفها قريباً- حول الموطن الذي ينبغي أن يعسكر فيه المسلمون، بل وكيفية مقابلة الأعداء القادمين، وأنه يتعيَّن عليهم أن يتحصنوا بالمدينة، أم يخرجوا إليهم ويحاربوهم خارجها.
ولقد كان هناك خلاف شديد في الرأي بين المسلمين في هذه الاُمور، فاختار النبي (ص) بعد المشاورة رأي الأغلبية، والتي كانت تتألف- في الأكثر من الشباب المتحمسين، وهو الخروج من المدينة ومقاتلة العدو خارجها، بعد الإستقرار عند جبل "أُحد".
ومن الطبيعي أن يكون هناك بين المسلمين من كان يخفي أشياء وأُموراً يحجم عن الإفصاح بها لعلل خاصة، ومن الممكن أن تكون عبارة (والله سميع عليم)ناظرة إلى هذه الأُمور المكنونة، فهو سبحانه سميع لما يقولون، عليم بما يضمرون.
﴿وَإِذْ﴾ واذكر إذ ﴿غَدَوْتَ﴾ خرجت غدوة ﴿مِنْ أَهْلِكَ﴾ لغزوة أحد ﴿تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ تهيىء لهم ﴿مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ﴾ مواطن ومواقف له ﴿وَاللّهُ سَمِيعٌ﴾ لأقوالكم ﴿عَلِيمٌ﴾ بنياتكم.