ولكن هل يكفي الأمر بتقوى الله والترغيب في الفلاح في صورة ترك الربا؟ أم لابدّ من التلويح بالعذاب الأخروي للمرابين؟ ولهذا قال سبحانه في الآية الثانية (واتقوا النار التي أعدت للكافرين) فهذه الآية تأكيد لحكم التقوى الذي مرّ في الآية السابقة.
ويوحي التعبير بـ "الكافرين" أن أخذ الربا لا يتفق أساساً مع روح الإيمان، ولهذا ينتظر المرابين ما ينتظر الكافرين من النار والعذاب.
كما يستفاد من ذلك أن النار أعدت أساساً للكافرين، وينال العصاة والمذنبون من هذه النار بقدر شباهتهم بالكفار، وتعاونهم معهم.
ثم إنه سبحانه يمزج ذلك التهديد بشيء من التشجيع والترغيب للمطيعين والممتثلين لأوامره تعالى إذ يقول: (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون).
﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ ترغيب بالوعد بعد الترهيب بالوعيد