التّفسير
عناد بني إسرائيل:
وهنا نصل إلى مقطع جديد من حياة بني إسرائيل، يرتبط بورودهم الأرض المقدسة.
تقول الآية الاُولى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ﴾ والقرية كل مكان يعيش فيه جمع من النّاس، ويشمل ذلك المدن الكبيرة والصغيرة، خلافاً لمعناها الرائج المعاصر.
والمقصود بالقرية هنا بيت المقدس.
ثم تقول الآية: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾أي حطّ عنا خطايانا، ﴿نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الُْمحْسِنِينَ﴾.
كلمة «حطّة» في اللغة، تأتي بمعنى التناثر والمراد منها في هذه الآية الشريفة، الهنا نطلب منك أن تحطّ ذنوبنا واوزارنا.
أمرهم الله سبحانه أن يردّدوا من أعماق قلوبهم عبارة الإِستغفار المذكورة، ويدخلوا الباب، ويبدو أنه من أبواب بيت المقدس، وقد يكون هذا سبب تسمية أحد أبواب بيت المقدس «باب الحطة».
والآية تنتهي بعبارة ﴿وَسَنَزِيدُ الُْمحْسِنِينَ﴾ أي أن المحسنين سينالون المزيد من الأجر آضافة إلى غفران الخطايا.
والقرآن يحدثنا عن عناد مجموعة من بني إسرائيل حتى في ترتيل عبارة الإِستغفار، فهؤلاء لم يرددوا العبارة بل بدلوها بعبارة اُخرى فيها معنى السخرية والإِستهزاء، والقرآن يقول عن هؤلاء المعاندين
﴿وَإِذْ قُلْنَا﴾ حين خرجوا من التيه ﴿ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ﴾ هي أريحا من بلاد الشام ﴿فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً﴾ واسعا ﴿وَادْخُلُواْ الْبَابَ﴾ باب القرية أو بيت المقدس أو القبة التي كانوا يصلون إليها ﴿سُجَّداً﴾ لله شكرا أو منحنين ﴿وَقُولُواْ حِطَّةٌ﴾ سجودنا لله حطة لذنوبنا أو ثقلنا أو أمرك حطة ﴿نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ﴾ السالفة ﴿وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ من يقارف الذنوب منكم ثوابا بالامتثال كما جعلناه توبة للمسيء.