التّفسير
المجاهدون السابقون:
بعد استعراض حوادث معركة "أُحد" في الآيات السابقة، جاءت الآيات الحاضرة لتحث المسلمين على التضحية والثبات وتشجعهم وتثبتهم بذكر تضحيات من سبقوهم من أصحاب الرسل الماضين وأتباعهم المؤمنين الصادقين الأبطال، وتوبخ ضمناً أُولئك الذين فروا في "أُحد" وحدثوا أنفسهم بما حدثوا إذ يقول سبحانه: في الآية الأُولى من هذه الآيات: (وكأين من نبي قاتل معه ربيون(1) كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله) فأنصار الأنبياء إذا واجهوا المصاعب والجراحات والشدائد في قتالهم الأعداء لم يشعروا بالضعف والهوان أبداً، ولم يخضعوا للعدو أو يستسلموا له، ومن البديهي أن الله تعالى يحب مثل هؤلاء الأشخاص الذين يثبتون ويصبرون في القتال (وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين).
فهؤلاء عندما كانوا يواجهون المشاكل بسبب بعض الأخطاء أو العثرات وعدم الإنضباط لم يفكروا في الإستسلام للأمر الواقع، أو يحدثوا أنفسهم بالفرار أو الإرتداد عن الدين والعقيدة بل كانوا يتضرعون إلى الله يطلبون منه الصبر والثبات، والعون والمدد ويقولون (ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا * وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين).
﴿وَكَأَيِّن﴾ كم ﴿مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾ ربانيون علماء عباد أو جماعات وقرىء قتل ﴿فَمَا وَهَنُواْ﴾ فتروا ﴿لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾ من قتل وذل ﴿وَمَا ضَعُفُواْ﴾ عن الجهاد ﴿وَمَا اسْتَكَانُواْ﴾ خضعوا لعدوهم ﴿وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ فينصرهم ويرضى عنهم.