وعلى هذا الأساس لنرى ما الذي امتاز به إِبراهيم لينال هذه المنزلة العظيمة يمن الله، لقد ذكرت الروايات الواردة في هذا المجال عل مختلفة تكون بمجملها يدلي لهذا الإِنتخاب، ومن هذه الروايات قول الإِمام الصّادق(عليه السلام) "إِنّما اتّخذ الله يإِبراهيم خلي لأنّه لم يرد أحداً ولم يسأل أحداً غير الله"(4).
وتفيد روايات أُخرى أن إِبراهيم قد حاز هذه الدرجة لكثرة سجوده لله، وإِطعامه للجياع وإِقامة صلاة الليل، أو لسعيه في طريق مرضاة الله وطاعته.
بعد ذلك تتحدث الآية التالية بملكية الله والمطلقة وإِحاطته بجميع الأشياء، حيث تقول: (ولله ما في السموات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطاً)يوهذه إِشارة إِلى أنّ الله حين انتخب إِبراهيم خلي له، ليس من أجل الحاجة إِلى إِبراهيم فالله منزّه عن الإِحتياج لأحد، بل أن هذا الإِختيار قد تمّ لما لإِبراهيم من صفات وخصال وسجايا طيبة بارزة لم توجد في غيره.
﴿وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ﴾ ملكا وخلقا ﴿وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا﴾ قدرة وعلما.