التّفسير
بعد أن وجهت الآيات السابقة النقد لنهج وأُسلوب أهل الكتاب، جاءت هاتان الآيتان وفقاً لما تقتضيه مبادىء التربية الإِنسانية لتفتحا باب العودة والتوبة أمام المنحرفين من أهل الكتاب، لكي يعودوا إِلى الطريق القويم، ولتريهم الدرب الحقيقي الذي يجب أن يسيروا فيه، ولتثمن دور تلك الأقلية من أهل الكتاب التي عاشت في ذلك العصر لكنّها لم تواكب الأكثرية في أخطائها، فتقول الآية الاُولى في البدء: (ولو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم).
بل ذهبت إِلى أبعد من هذا فوعدتهم بالجنّة ونعيمها، إِذ قالت: (ولأدخلناهم جنّات النعيم) وهذه إِشارة إِلى النعم المعنوية الأخروية.
﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ﴾ بمحمد ﴿وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ مع المؤمنين.