الآية التّالية تؤكّد أنّ هؤلاء لم يعترفوا أبداً بأنّ عليهم يتحملوا أية مسؤولية اجتماعية، ولا هم كانوا يتناهون عن المنكر، بل أنّ بعضاً من صلحائهم كانوا بسكوتهم وممالاتهم يشجعون العصاة عملياً (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) لذلك فقد كانت أعمالهم سيئة وقبيحة: (لبئس ما كانوا يفعلون).
هنالك في تفسير هذه الآية روايات منقولة عن رسول الله (ص) وعن أهل البيت (عليهم السلام) ذات دلالات تعليمية.
ففي حديث عن رسول الله (ص) أنّه قال: "لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحقّ اطراً، أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض ويلعنكم كما لعنهم" (1).
وفي حديث آخر عن الامام الصّادق (ع) في تفسير (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) أنّه قال: "أمّا أنّهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم ولا يجلسون مجالسهم، ولكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وجوهم وأنسوا بهم" (2)
﴿كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ﴾ لا ينهى بعضهم بعضا أو لا ينتهون ﴿عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ عن معاودته أو عن مثله ﴿لبئس ما كانوا يفعلون﴾ قسم مؤكد لذم فعلهم.