التّفسير
هذه الآية تبيّن لهم طريق النجاة من نهجهم الخاطىء، وهو أنّهم لو كانوا حقاً يؤمنون بالله وبرسوله وبما أنزل عليه، لما عقدوا أواصر الصداقة مع أعداء الله ولا اعتمدوهم أبداً:
(ولو كانوا يؤمنون بالله والنّبي وما أنزل إِليه ما اتّخذوهم أولياء) ولكن الذي يؤسف له هو أنّ الذين يطيعون أوامر الله قلّة، ومعظمهم خارجون عن نطاق إِطاعته وسائرون على طريق الفسق (ولكنّ كثيراً منهم فاسقون).
من الواضح أنّ كلمة "النّبي" هنا تعني "رسول الإِسلام (ص) " وذلك لأنّ هذه الكلمة قد استعملت في القرآن المجيد في آيات متعددة بهذا المعنى، وهذا الموضوع يتكرر في عشرات الآيات.
ثمّة إِحتمال آخر في تفسير هذه الآية، هو أنّ الضمير في "كانوا" يعود على المشركين وعبدة الأصنام، أي لو أنّ هؤلاء المشركين الذين يعتمدهم اليهود ويثقون بهم، قد آمنوا برسول الله (ص) والقرآن، لما اختارهم اليهود أصدقاء لهم،
وهذا دليل بيّن على على ضلال هؤلاء وفسقهم، وذلك لأنّهم - على الرغم من زعمهم أنّهم يتبعون الكتب السماوية - يتخذون عبدة الأصنام أصدقاء لهم مادام هؤلاء مشركين، ولكنّهم يبتعدون عنهم إِذا توجهوا إِلى الله والكتب السماوية.
بيد أنّ التّفسير الأوّل أقرب إِلى ظاهر الآيات، حيث الضمائر كلّها تعود إِلى مرجع واحد هو اليهود.
﴿وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ﴾ محمد أو موسى ﴿وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ﴾ القرآن أو التوراة ﴿مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء﴾ لمنع الإيمان ذلك ﴿وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ خارجون عن الإيمان.