لكنّهم سرعان ما أكّدوا للمسيح (ع) أن هدفهم برىء، وأنّهم لا يقصدون العناد واللجاج، بل يريدون الأكل منها (مضافاً إِلى الحالة النّورانية في قلوبهم المترتبة على تناول الغذاء السماوي لأنّ للغذاء ونوعيته اثر مسلّم في روح الانسان) (قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا، ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين).
فبيّنوا قصدهم أنّهم طلبوا المائدة للطعام، ولتطمئن قلوبهم به لما سيكون لهذا الطعام الإِلهي من أثر في الروح ومن زيادة في الثقة واليقين.
﴿قَالُواْ نُرِيدُ﴾ سؤالها من أجل ﴿أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا﴾ تسكن بزيادة اليقين ﴿وَنَعْلَمَ أَن﴾ مخففة ﴿قَدْ صَدَقْتَنَا﴾ في ادعاء الرسالة ﴿وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ لله بالوحدانية ولك بالرسالة عند من لم يحضرها.